يخلّف بيع فودافون (Vodafone) لحصتها البالغة 45 % من فيريزون وايرليس (Verizon Wireless) مقابل 84 جنيهاً استرلينياً (130 مليار دولار أمريكي) – ثالث أكبر صفقة للدمج والاستحواذ في تاريخ الشركات – فائضاً قدره 19,4 مليار جنيه استرليني لدى مجموعة الهواتف النقالة، ومقرها المملكة المتحدة، بعد أن يستمتع المساهمون فيها بالحصول على عائد مربح لأسهمهم. أما الطريقة التي ستعيد بها فودافون استثمار هذا الدخل فيمكن أن تشكل استراتيجية المجموعة لعدة سنوات قادمة. لقد كان توقيت تصفية الأصول الصغيرة لفودافون، تحت قيادة المدير التنفيذي فيتوريو كولو، مناسباً. فقد جاء بيع حصتها في المشغل الفرنسي إس إف آر (SFR)، والبالغة 44%، في أبريل/نيسان 2011، بمبلغ 8 مليار يورو (10,5 مليار دولار أمريكي) مباشرة قبل دخول شركة فري موبايل (Free Mobile) السوق الفرنسية واشتعال حرب أسعار عنيفة. وربما يرى كولو غيوماً مماثلة تتجمع فوق السوق الأمريكية. فقد تتعرض هوامش الربح إلى الضغوط الآن مع نشر شبكات الجيل الرابع – المشروع الطويل الأمد (4G-LTE) في البلد على نحو واسع، كما أنه من المحتمل أيضاًً نشوب منافسة محلية قاسية عقب دمج سبرنت/سوفت بنك (Sprint/SoftBank) وتي- موبايل/ مترو بي سي أس (MetroPCS).

فكيف سيتم تخصيص الـ84 مليار جينه استرليني إذن؟ سوف تذهب 7 مليار جنيه لشراء فودافون حصة فيريزون في فودافون إيطاليا، 23%، وإلى صافي الالتزامات واقساط الضرائب، يليها ربح غامر قدره 54,3 مليار جنيه للمساهمين في المجموعة وشراء قروض فيريزون البالغ مجموعها 3,2 مليار جنيه. وقد اختارت المجموعة إنفاق 13,4 مليار جنيه من الـ 19,4 مليار المتبقة لتخفيض صافي الدين، مما يترك حوالي 6 مليار جنيه للاستثمار في خدمات الشبكة وعملياتها الحالية. وسوف يأخذ استثمار الـ6 مليار جنيه تلك شكل “مشروع الربيع” وهو برنامج استثمار واسع النطاق سوف يستمر على مدار السنوات الثلاث القادمة ويُعجّْل من تنفيذ الاستراتيجية القائمة للمجموعة، “فودافون 2015”. كذلك تشمل ميزانية مشروع الربيع 1,5 مليار جنيه مخصصة للتوسع في عمليات النطاق العريض الثابتة لفودافون، بما في ذلك خطط للتوسع في نشر إعادة بيع شبكات الجيل المقبل (NGN) وخطوط المشتركين الرقمية ذوي المعدل العالي جداً (VDSL)، إضافة إلى استثمارات مخطط لها في قطاع المشروعات بمبلغ 900 مليون جنيه، و600 مليون جنيه لترقية شبكات التوزيع الخاصة بها (بما في ذلك المزيد من الاستثمارات في خدمة الدفع عبر الهاتف النقال أم – بيزا (M-Pesa) في الأسواق النامية).

على أية حال، فإن نصف النقود المتاحة لمشروع الربيع قد خُصِصت لتعجيل نشر تقنية الجيل الرابع (إضافة إلى استثمارات أكبر في تقنية الجيل الثالث من أجل الأسواق الناشئة)، بهدف الوصول إلى تغطية 90 % من السكان في الأسواق الأوروبية الرئيسية الخمسة للمجموعة – ألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وهولندا والمملكة المتحدة – بحلول 2017.